عجز في ميزانية قطر لأول مرة منذ 15 عامًا ودعوة لمواطنيها لعدم الإسراف والتبذير
يمنات – وكالات
أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الثلاثاء 2 نوفمبر/تشرين ثانِ 2016، حاجة بلاده إلى “تغيير ثقافتها الاستهلاكية”، مبررًا هذه الخطوة بـ”مواجهة تبعات انهيار أسعار الطاقة العالمية”.
ودعا الأمير تميم في افتتاح جلسة مجلس الشورى، إلى تغيير في الثقافة الاستهلاكية، وفي التعامل مع الثروة والتخلص من الإسراف والتبذير، حيث تواجه الإمارة عجزًا في الميزانية للمرة الأولى منذ 15 عامًا.
وقدّرت الحكومة عجزًا في الميزانية يفوق 12 مليار دولار لعام 2016، إلى جانب عجز إضافي يمتد على 2017 و2018.
وتنوي الحكومة القطرية لمواجهة ذلك فرض ضريبة على القيمة المضافة، وقال: “أصارحكم القول إنه رغم أننا كنا نتوقع أن أسعار الطاقة المرتفعة لن تدوم، إلا أن أحدًا لم يتوقع حدة الانخفاض وسرعته”.
وفي كلمة له في افتتاح الدورة الخامسة والأربعين لمجلس الشورى حدّد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أولوياته الاقتصادية للسنوات الخمس القادمة في عهد أسعار النفط والغاز المنخفضة.
ويتغلب أكبر مصدّر للغاز الطبيعي المسال في العالم على تقلّص إيرادات قطاع النفط والغاز على نحو أفضل من معظم جيرانه لكنه مثلهم يسعى لخفض العبء المالي على الحكومة التي تتوقع أن تسجل هذا العام أول عجز في الميزانية في 15 عاماً.
وقال الشيخ تميم “نحن ننطلق في مجالات التنمية البشرية الرئيسية هذه (الصحة والتعليم) من مسؤولية الدولة أولاً، إلاّ أننا استنتجنا ضرورة الاستفادة من التفاعل البنّاء بين القطاعين الخاص والعام في هذا المجال.”
ولم يذكر أمير قطر تفاصيل حول ماهيّة مشاركة القطاع الخاص، لكن في ديسمبر كانون الأول الماضي قرّر مجلس الوزراء الاعتماد على الشركات الخاصة لتقديم التأمين الصحي. وقالت السعودية أيضاً إنها تريد تحويل بعض عبء تقديم خدمات الرعاية الصحية والتعليم إلى القطاع الخاص.
وقال الشيخ تميم إن الحكومة تعكف على وضع اللمسات الاخيرة على قانون جديد سيساعدها في منح المشاريع للقطاع الخاص. وأضاف قائلا “من الصعب توفير المال لكل المشاريع التي نريد القيام بها بموجب الخطة الاستراتيجية.”
وتقدم قطر الرعاية الصحية والتعليم بالمجان لمواطنيها البالغ عددهم حوالي 300 ألف كثيرون منهم يحصلون على رواتب حكومية سخية ويأتون بين الاعلى دخلا في العالم.
وقال إن الحكومة ستركز إنفاقها في مجال البنية التحتية على المشاريع الكبرى وتلك المرتبطة باستضافة قطر لمسابقة كأس العالم لكرة القدم 2022 .
وأكد أن قطر ستنجز جميع مشاريع البنى التحتية المتعلقة بكأس العالم لكرة القدم التي تستضيفها قطر في 2022، مع الحرص على مضاعفة ترشيد الإنفاق الحكومي في إطار خطة خمسية تنطلق في العام المقبل.وأوضح أن الخطوة الجديدة تستلزم “تطويرًا لثقافة التخطيط والعمل والإنجاز، وتعديلات ثقافية تستهدف شباب البلد”.وردّد خطاب الأمير أصداء كلمة ألقاها في العام الفائت قال فيها للقطريين، إن الحكومة لم تعد قادرة على توفير كل شيء، وناشد الشباب متابعة مسارات مهنية مختلفة.